قيل عن "لبنى بنت عصام" أنّها من أجمل من يسرد "أحاجي الحبوبات" ويتغنى بها في هذا الزمن،"ووجهها وضاح وثغرها باسمٌ" كما قال المتنبي.. فانصهار ثقافة الريف وتمازجها مع ثقافة الحضر وتآلف البلدان والجنسيات التي تنتمي إليها جعلت من كيانها واحةً لازدهار جوهرٍ جديد.. أسهمت فيه الحركة الشبابية والترابط الاسفيري والتآخي الافتراضي لتثمر عن ميلاد كاتبة من نوع متفرّد في فنِّ الحَبكة القصصية والدراما الواقعيّة والرواية العصرية والمسرح الكاريزمي تحمل البُعد الانساني للوسط المحيط، في محاولة للاصلاح الثقافي والحراك المجتمعي والتحريك التربوي وريادة المجتمع للتقدم الحضاري والرقي الانساني والتجمّل بقِيَم مكارم الأخلاق، تكتسي حُلةً ولحناً سريع الوَقعِ شبابيٍّ ينتمي لهذا الجيل، يحاورُهم ويستقي منهم..
إنّ "حكايات سودانية" تتحدث عن أفرادٍ قريبين جداً .. هم شباب هذا الجيل المنفصل داخل غربةٍ ذاتيّة، ما بين الواقع الشبابيّ من محاسن إسفيرية ورؤى أثيرية وحُريّات افتراضية، وبين اسقاطاتِ الواقع المجتمعيّ المجاور من قوالب مُسبقة الصنعِ والتشكّل عبر الأجيال ومتجَذِّرةٍ في قوقعتها الداخليّة.. مما يجعل صناعة الابداع لدى هذا الجيل تحدياً قُطبيّ الصعوبة. وتتمازج الحكايات في مجتمعٍ واحدٍ لا يتجزّأ إطاره وإن تعدّدت خلاياه المكوّنة ما بين أبناء الذواتِ وكادحي العيش، بين المتعلمين بشَظَف ومنتظري النعمة التخيّلية، وبين الطامحين لخُلُقٍ ومتسلّقي حنايا النفعيّة، وغيرهم من أشخاص قد لا نعيرهم إلتفاتاً في معتركات الحياة إذ نمرّ جوارهم..
تحمل القصة الأولى في فحواها عمق الطمع اللا متناهي والجشع المتزايد داخل النفس البشرية.. وتحلّق بنا في رحلةٍ انسانية ما بين الطموح غير المحمود والمتغذّي من سعادة وحياة وحق الغير عند "معتز" المسيّر "بلَمَى"، إلى التطلّع الممزوج بجَمال عَرَقِ الهِمّة والحُلم الواسع الأبيضِ غير المنظورِ في جمال إيثاره وتفرّد عطاءه عند "حلا" وذويها ابتداءً ومسير "معتز" نحوه اجتذاباً ..
ثم تناقش الثانية أعراف المجتمع والتي تحكم العلاقات الانسانية وتؤثر معها بين مودة ورحمة تحاول بَثّها بنورِها "هالة"، أو نفعيّة وهمجيّة في نَفس "حامد".. بينما تطوف غير رحيمة بالقوانين الوضعية والتي قد تقوّي من شوكة الظلم على حساب الفرد الغافل غير العارف بحقوقه وغير المدرّب على امتلاكها، أو المتنازل عنها طواعية في فكرةٍ غير ناضجة ساذجة عن حب الغير والتضحية..
وتعرُج الحكاية الثالثة للحديث عن سلوك الانفلات المتمرّد لمجتمع مؤسسة التعليم والبحث العلمي.. والتي قد تمثل أسوارها سجناً آخر أو حجراً صحياً من نوعٍ ما .. يمارس أفراده من الحريّات والانفصال الواقعي ما يندهش له المجتمع خارجها.. بينما يترنح كثيرون منهم في رواق الصدمة الحضارية والانقلاب الاجتماعي والانعتاق الثقافي والربيع الفكري عند انتقالهم من الريف المنبسط والضواحي المستكِنّة إلى المدن المشرئِبّة للحضر.. ومن حيز البيوت المنغلقة إلى المجتمع الشبابي المنفتح، الذي يميل لقوانينه الخاصة ويهتم بهمومه المختلفة عن النظرة القالبية السائدة..
وفي ذات السياق تأتي الحكاية الرابعة في مسعاها لمعالجة قضايا الحب الافتراضي والمجتمع الالكتروني والتعايش الرقمي داخل الفضاء الفراغي ذي الأبعاد الاسفيرية .. بين تداخل الأعراف والمجتمع وعلماء الشبكة ومشرّعي النت.. لتنتج طفرة من متجددِ التجانسِ بين أفراد المجتمع وقاطني الحي وزوّار الشارع يحتاجون لغة للتواصل متغيرة اللحن ومختلفة الإيقاع عن سابق معرفتنا وقديم تطلعاتنا ومسبق استراتجياتنا الثقافية وأقسامنا المجتمعية وتوجهاتنا الخدمية وملاذاتنا الفكرية..
إن هذه الحكايات - وما يناظرها وينتظر اللحاق بها نشراً من مسرحيات فنية تجلس على أوراق سطح المكتب لكاتبةٍ ترسم سيمفونيّة الكلمة وتطوّع مشاهدها - تفتح آفاق التفكير في إعادة صياغة النظرة المجتمعية وترتيب أنماط التعليم وتبيان الاستراتيجيات القومية وتشكيل أوجه الإعلام لاحتواء ظواهر التغيّر في المجتمع بجميع أُطُرها وتشذيبها والتناغم معها والاستفادة من مختَلَف أركانها لانتاج جيلٍ واعٍ وعشيرة صِحيّة وعقولٍ معافاة داخل قلب أوحد النبض في مُسمّى وطن...
- أطفال مرضى متلازمة داوُون ( المنغوليين) زي ما بِنادوهُمْ كتااار في المجتمع؛ هل قادرين يتعامل المجتمع معاهم بدون رفض؟ هم زاتهم هل قادرين يتعاملو مع الناس بدون ما يِنْعتوهم بِنِعوت ويقللّو منهم؟ أحاسيسهم ومشاكلهم وأحلامهم شنو؟
- الأخطاء الطبية البقت شماعة ممكن يتعلق عليها موت زول عديل وممكن فعلاً تكون أخطاء؛ هل ممكن نتكلم بدون ماالناس تنفعل؟ نعرض البحصل عشان نَخُتّو قدّامنا ونشوفو؟
- الإغتصاب ما بين إنو نَسْترو ونِغَطْغِطو والبت غلطانة حتى لو كانت طرشاء أو من ذوي الاعاقات أياً كانت؛ ومابين إنو الأم والأب يقيفو فيهو ويطالبو بقصاص المرتكب لجريمة زي دي مهما كان وضعو الإجتماعي..
- الزواج المتعدد وأسبابه وتقبل الطرف التاني ليهو ولو في أولاد التقبّل ح يكون كيف .. والزواج العرفي البقى في فترة موضة كدة وبقى يختفي ويجي راجع ..
- المخدرات البِقتْ ماشة جاية بين فئات كتيرة وإنتشرت
- الحب والانتظار الممكن تكون نهايتو إنّو الناس ماتعرس عشان الأسر مارضيانة .. عشان القبيلة وللّا الحزب وللّا الجهوية..
الجزء الثاني من حكاوي سودانية بيحاول يعرض مشاكل بقت ماشة ومُتْغَلْغِلة ويمكن مسكوت عنها ويمكن لا..
كدي أقلبو الغلاف بهناك وأفتحوهو وتعالو أحَجّيكم بوجع ناس كُتار