عن الفقد

......

وعن الفقد أحدثكم..

أن تفقد إمرءاً بإختياره أو إختيارك أو إختيار الأقدار؛ فتتجاورا ذات قطار/باخرة حياتيكما فيلتقي خطان متوازيان فيتقاطعا؛

ثم..

بعض من قضبان تُفقَد هي الأخرى فيخرج القطار عن مساره أو تجدون أنفسكم ملقون جانبا والقطار كذلك..

أو سار القطار دونكما/ دون أحدكما حين نزول في محطة..

أوو ربما الموج قلب الباخرة.. صفعتها رياح فذات غرق نجا أحدكما أو كلاكما ولكن كل في منطقة أخرى..

أو ربما إحتملت الأقدار أحدكما أو كلاكما لمستقر..

عن الفقد أحدثكم..

أيا كان سبب الفقد ومعطياته فمآلاته واحدة

تصحو يوماً - هذا إلّم تحملك الأقدار لقبر ما - فتجد أنك خواء..

فقط أنت هنالك تتناول بعضا من شاي/ قهوة ربما/ لا شئ ربما ...

تحك عينيك لتصحو حقيقة..

تشاكس شعر رأسك فترتبه أو تزيده شعثا..

تجرجر أرجلا تدبّ ..

تتمطّى لتقنع نفسك أنك..

حي..

أنت حي..

بمقاييس الحياة من نبض قلب وعلامات حيوية: أنت حي

درجة حرارتك معتدلة..

وظائفك الحيوية منطقية فلن تؤهلك لدخولك عالم آخر..

ولكنك..

لكنك تحس خواءا..

هممممم..

ربما أنت لاتحس شيئاً أبدا..

فقط أنت هناك..

يوما كنتما ( نحن ) واليوم ( أنت ) هناك وحدك..

لا لست وحدك..

أنت مع بعض من وحدة وكثير من خواء...

بعض من فراغ وكثير من بقايا إنسان...

بعض من ألم وكثير من تحطم ..

أنت لا تعلمك.. لا تدريك.. لا تعرفك..

عن الفقد أحدثكم..

فقد الحانيَين أب أو أم

فقد الولد ..

فقد الأخت أو الأخ

خذلان الصداقة يدعى فقدا

وداع حبيب يدعى فقدا؛ طال أم قصر..

فقد الذات أسوأها فأنت لن تعلم من أنت يوما ولن تكونك أبدا..

عن الفقد أحدثكم اليوم

١٤ يوليو ٢٠١٦