.....
أكمل تأنقه برَشّة عطر على ملابس مكوية كما إنتظام حبات مطرٍ باريسي أو ربما لندني..
تأكد من مظهره عبر مرآة قرب الباب..
أخرج سلسلة فضية تحمل (( سبحان الله )) وأقفل باباً فتحه ليخرج..
مفتاحا آخر تحمله السلسلة أدهمه في ثنايا سيارة حديثة متوقفة بلونها الرمادي تحت أشعة الشمس تلمع..
أدار محركها صوب وجهته..
وحين وصلها..
تأكد من مظهره مرة أخرى وحمل نظارة شمسية ليرتديها ..
وأدار ساعته لتواجه من يقابلهم حين النزول متألقة..
تأفف حين النزول حال تعمق حذائه في تراب عفّر طرفها..
وأخرج منديلاً أصفرا محى التراب ورماه بلامبالاة ..
إتجه نحو المتجمعين المنتظرين..
صعد منصة مصنوعة على عجل من بعض من طوب..
وبدأ يتكلم ..
تحدث عن:
“ معاناة الشعب..
الأيتام ..
والمتيتمين ..
ومن سيتم تيتيمهم ..
المقتولين والجرحى والمفقودين ومن سيتم قتلهم وجرحهم وفقدهم ..
الفقر ..
والجهل ..
والجوع ..
والمرض .. “
....
تحدث بحماسة كما لم يتحدث قبلا..
وصُفق له طويلاً..
طويلاً جداً..
وهمست الجموع باسمه..
....
نزل من المنصة والتفت لأحد من يقف بإنتظاره قائلا:
اليوم أدعوكم للغداء على حسابي في “ ..... “ فمعدتي لا تحتمل كل المطاعم..
٥ مايو ٢٠١٦