إلتقيا بعد عشر سنوات..
تصافحا ..
إحتضنا بعضهما..
وبضربة كتف كناية عن الفقد والشوق والحنين سأله: أخبارك ياصاحب؟
سكت الآخر كيف يلخص عشر سنوات في جملة؟
أجاب: ممتاز؛ عملت بشركة؛ تزوجت؛ أنجبت ؛ إنفصلنا؛ توفيت والولدين في حادث..
أنزل الأول يده من كتف الآخر وأرجعها بتربيتة : هي الحياة لاتحزن..
.........
أصحابنا القبل سنين لمن نلاقيهم بنلاقيهم بنفس الاحساس الكان عندنا آخر مرة شفناهم..
بنفتكر إنهم واقفين بنفس الشخصيات قدامنا..
بنتجاوز التجاعيد الظاهرة في الوش والشيب المغطي الراس وبداية الصلعة الوصلت القفا والإضنين..
بنتجاوز معالم الزمن البقت ماشة فيهم وإنحناءة خفيفة في الظهر..
بنتجاوز حتى معارفهم وتجاربهم العاشوها بدوننا..
وبنفتكر انو هم ياهم هم ..
........
هكذا فكر الآخر.. فمثل العبارة المقتضبة التي حكاها الأول كانت لتسكِن حزنا ألم به قديما..
وتُصمت هواجسا تنتابه؛
الآن هو أحوج مايكون لأن يفرغ عشر سنوات بكاء بين ذراعي صديقه..
ولكنه رد بإبتسامة: وماذا عنك؟
٦ يناير ٢٠١٦