أحد الأشياء التي تحدث حولنا ونحاول أن نغطي آذاننا ونصمها عن حدوثها بمبدأ : " مالايحدث لأطفالي لا يمسني ولا يعنيني "..
من قال مايحدث للآخرين لايمكن أن يحدث قريبا منك؟ من أخبرك أن مايحدث هو بعيد عن محيطك؟
موضوع مؤلم وشائك وقاسي؛
ألمه يظلل أسرة ويلقي بها تحت وطأة حزن وهم وغم وكل أسرة تختلف عن نظيرتها في مقدار تقبل الأمر او مداراته أو محاسبة المسؤول أيا كان؛ تختلف إستجابتها لتلكم الصدمة ..
وهو شائك؛ ففيه أطراف كثيرة مبعثرة ..
طفل أو طفلة تم إغتصابه أو إغتصابها فإلم يمت/تمت يحدث أن ينشأ مشوها مكسورا مقموعا لايتعاطى مع الحياة بثقة ويظل هناك جرح مفتوح متقيح بين ثنايا نفسه.. هذا إن كبر ونما وتدرج في الحياة ولم يمت نتيجة مافعل به وماتم تدميره منه ..
طرف آخر هو أسرة المغتصب وما ينالها من دمار نفسي وإنكسار تجاه المجتمع وتحمل عار لم يقترفوه وجرم لم يفعلوه فيتحولون من ضحايا إلى متهمين في نظر المجتمع ومدافعين عن لم لم يتمكنوا من حماية الطفل من حدوث ماحدث.. طرف ثالث وهو الفاعل الذي يسلخنا علماء النفس والمتنطعين وكل من سولت له نفسه بالدفاع عنه فيخبروننا أن هذا الفاعل مريض ويجب علاجه وأنه ضحية لما تمت ممارسته عليه وأنه بيدوفيلي النزعة و أنه .. وأنه ..
طرف رابع المجتمع المحيط الذي يحمل سيف القضاء فيسله على الأسرة ويقتلها لذعا ونفيا ومحاسبة ويسله على رأس الفاعل فإما أن يحاول دفن رأسه في الرمال أو يضعه في مصاف المرضى أو يطالب بعقوبة التقطيع والتعذيب والإغتصاب لذات الفاعل قبل الإعدام..
قاسي هذا الأمر؛ قسوة مجتمع لا يريد أن يرى أنه إستشرى بعنف وفاحت روائحه العفنة كبالوعة مصرف لاتصرف ماتحويه .. وقسوة فاعل لاأفهم لم فعل مافعل وماهي دوافعه ولا أريد ان افهم.. ولن أستطيع أن أفعل و إن حاولت
....
إغتصاب الأطفال قتل غير رحيم .. تعذيب بغير ذنب..
وإن كان شهوة كما يدعي البعض فأطالب من خلال هذه النافذة بوضع مسامير في مخ من فعل مافعل لإسكات شهوته غير المبررة وغير المفهومة بالنسبة لي أيا كانت الدوافع أو المسوغات أو الأسباب.. ثم قطع كل ما له صلة بالفعل الذي تم من جسده وأن يتم إطعامه ماتم قطعه..
تعتقدون أنني عنيفة وشريرة وقاسية وغير منطقية؟؟
أعترف أنني كذلك..
بنفس مقدار الجرم غير المبرر ونفس مقدار القتل النفسي والمعنوي والروحي في حالات أخرى أنا قاسية وشريرة..
لا أفهم كيف يمكنني إيجاد مسوغات وتبريرات لهكذا شخص..
الله سبحانه وتعالى ألهم كل نفس فجورها وتقواها.. فنفس هذا الشخص لاأعلم أين وضعت إلهامها أو أضاعته في أي جب أو اين ذهب منها الطريق ولاأريد أن أعلم..
لا يوجد إغتصاب لطفل مبرر بالنسبة لي..
بيدوفيلية المرء وفجوره لنفسه وله من المجتمع أن يحترم حيز وجوده فيه ما أحترم من وجدوا فيه بالمقابل
مرض المرء النفسي يحمله هو كقيح بين جنباته وليس له الحق في نشر قيحه وتعريض الآخرين لهكذا مرض او شخص غير سوي بالمطلق
٢٠ يونيو ٢٠١٦