وأنا طفلة..
أحب أن ألهو ببعض من قطرات المطر.. خلف النافذة..
أفتحها رويدا..
أمد يدي للخارج..
تتساقط بعض من قطرات..
أسحب يدي لأتذوق طعم المطر..
أكره المطر ولكن أحب أن ألهو بقطراته..
أتخيل أن تلكُم القطرات التي تذوقتُ تسري ككائنٍ في دمائي فتختلط بها.. لتمنحني بعضاً من رائحةَ عشق..
فأنت تعشق المطر.. تلهو بالطين وتتلوث به..
أخبرك: أترك حذاءك خارجاً فلن أنظف ذلكُم الطين..
لأنك تعشق المطر فأنا ألهو به لأذوب في عشقك..
...........
وأنا طفلة .. أحب أن ألهو مع أطفال الجيران..
ذلكُم اليوم مددت يدي..
تذوقت مطراً.. تشبعت بك..
أقفلتُ نافذتي..
دق الباب طفلٌ من الجيران..
أن تعالي هنالك يرقد أحمد ..
حقيقةً؛ يجثو أحمد ويهتز أماماً خلفاً..
إبتلعت عشقك وعدوتُ لأجد أحمد..
يهتز خلفاً.. أماماً..
أماماً.. خلفاً..
وضعت يدي على كتفه ..
أحمد هو أنت .. صورةُ طفلٍ يحمل اسمك ورسمك ..
يحملك أنت..
فكان أنت..
انتفض أحمد وتراجع خلفاً..
صرختْ أخرى من داخل بيت هناك.. أن: “ إتركيه فهو " متخلف “ “ ..
فتحت عينيّ واسعتين كيف أحمد هو متخلف؟ مامعنى متخلف؟
أحمد هو طفل..
عدتْ نحوي وجذبته؛ فصرخ..
ضربته فاعتلى صوته..
مازلت جاثية ..
تجاهلتُها وقلت بصوت خفيض..
“ أنت طفل مميز ياأحمد.. أنا أحبك “ ..
كررتُها طويلاً..
٢٩ نوفمبر ٢٠١٥